الابتسامة ليست فقط دليلا على الابتهاج والفرح، بل هي لغة غير منطوقة، تربط المودة والحب بين الإنسان وغيره من البشر، وهي أول خطوة في طريق اكتساب القلوب، كما قال أبو جعفر بن صهبان- رحمه اللّه تعالى-: كان يقال: أوّل المودّة طلاقة الوجه، والثّانية التّودّد، والثّالثة قضاء حوائج النّاس".
لذا كانت الدعوة لطلاقة الوجه فقال - صلى الله عليه وسلم -: ) إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاس بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَسَعهُمْ مِنْكُمْ بَسْط الْوَجْه وَحُسْن الْخُلُق (.
وجعل هذا الابتسام الاجتماعي صدقة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ) لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ(، ففي هذا الحديث أن طلاقة الوجه للمسلمين والانبساط إليهم محمود مشروع مثاب عليه ، وبخلافه التجهم لهم والازوراء عنهم إلا لغرض، وكفى بخُلق نبينا - عليه السلام - فى ذلك، وبما وصفه الله به ونزهه عنه من قوله : ﴿ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَفوا مِنْ حَوْلِك ﴾ (سورة آل عمران : الآية 159).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: )اتقِ الله ولا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك ووجهُك مُنْبَسِطٌ إليه ولو أن تفرغ من دَلْوِك فى إناء الْمُسْتَسْقِي(.
وكان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أكثر النّاس تبسّما وضحكا في وجوه أصحابه، هكذا وصفه أصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين